أكد منظمو الدورة السابعة للملتقى الدولي لألعاب القوى للأشخاص في وضعية إعاقة، المقرر بمدينة مراكش ما بين 6 و11 مارس الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن المشاركة في هذه الدورة ستكون منافسة على حجز بطاقة التأهل لبطولة العالم باريس 2023 والألعاب البارالمبية باريس 2024. وأكد حميد العوني، رئيس الجامعة الملكية المغربية لرياضة الأشخاص في وضعية إعاقة، خلال الندوة الصحفية المنعقدة اليوم الأربعاء بالرباط لتسليط الضوء على هذا الحدث الرياضي الدولي، أن مجموعة من البلدان ارتأت المشاركة في هذا الملتقى من أجل التصنيف الطبي، وكذا المنافسة على حجز مقعد مؤهل لبطولة العالم وأولمبياد باريس، فضلا عن الوقوف عن مستوى عدائيهم وعداءاتهم قبل المسابقتين، كما هو الشأن بالنسبة للمنتخب المغربي. وأوضح العوني أن دورة هذه السنة، المنظمة بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ستعرف مشاركة 44 بلدا من إفريقيا وأوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية، فضلا عن المغرب الذي سيكون ممثلا ب 61 عداء وعداءة (44 ذكورا و17 إناثا) من أصل 450 مشارك من خيرة العدائين والعداءات الدوليين يمثلون بلدانا رائدة في هذا المجال.
واعتبر رئيس الجامعة أن ملتقى مولاي الحسن يسير في خط تصاعدي من حيث عدد المشاركين ومستواهم التقني، حيث عرفت دورة السنة الماضية حضور 40 بلدا وهذه السنة انضافت إليها أربعة بلدان أخرى أكدت مشاركتها النهائية، علما أن الجامعة تلقت أزيد من 48 طلبا للمشاركة. وأشار،في السياق ذاته، إلى أن الملتقى أخذ بعدا آخر على الساحة الدولية بعد إدراجه من قبل الاتحاد الدولي لرياضة الأشخاص في وضعية إعاقة ضمن سلسلة الجائزة الكبرى، التي تشرف عليها اللجنة البارالمبية الدولية، وهو ما يعتبر مفخرة للرياضة المغربية عامة ورياضة الأشخاص في وضعية إعاقة بصفة خاصة. وأضاف أن ملتقى مولاي الحسن سيعرف، إلى جانب المنافسات الرياضية، تنظيم أنشطة موازية تتمثل في تصنيف العدائين ودورة تكوينية في تصنيف الإعاقة الذهنية وأيام تحسيسية ولقاء تواصلي مع الجمعيات المنضوية تحت لواء الجامعة الملكية المغربية لرياضة الأشخاص في وضعية إعاقة، فضلا عن تنظيم منتدى وطني حول "المرأة والرياضة" باعتبار أن الملتقى يتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة.
وتوجه العوني بالشكر إلى جميع الشركاء المؤسساتيين الذين يساهمون في إنجاح هذا الحدث الرياضي الكبير الذي يحتضنه المغرب، وخاصة وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، التي ستنظم على هامش ملتقى مولاي الحسن أياما تحسيسية خاصة بالرياضيين في وضعية إعاقة الذين ينتمون لجهة مراكش ونواحيها للتعريف بهذا الصنف الرياضي وتحفيزهم على الممارسة الرياضية كحق يضمنه الدستور المغربي. من جهته أشار المدير التقني للجامعة الملكية المغربية لرياضة الأشخاص في وضعية إعاقة ،سعيد لمريني، إلى أن الملتقى يعود بعد أربعة أشهر فقط من تنظيم الدورة السادسة لأسباب تتعلق بالبرنامج الدولي الذي يضم سبع ملتقيات أخرى، لكن المستجد في دورة هذه السنة هي عودة الممارسين من ضعاف البصر والمكفوفين إلى المشاركة في الملتقى وهو ما سيعزز الإنجازات التي يحققها الأبطال المغاربة.
وقال إن الدورة السابعة ستتميز بالمنافسة القوية بين مختلف المشاركين خاصة أن برنامجها يتضمن خلافا للدورات السابقة 121 مسابقة تمتد على مدى ثلاثة أيام، منها 71 مسابقة في فئة الذكور و50 في فئة الإناث سيتبارى فيها أبطال عالميون وأولمبيون. كما ستكون مناسبة للأبطال المغاربة للاحتكاك وكسب المزيد من التجربة وبالتالي تسجيل أسمائهم في قوائم الاتحاد الدولي التي تحدد مشاركاتهم في الاستحقاقات الدولية.
واعتبر أن هذا ،الملتقى الذي أضحى يتمتع بسمعة كبيرة على الصعيد الدولي، يعد فرصة مواتية لتحقيق الأرقام الدنيا التي تفتح باب المشاركة في بطولة العالم لألعاب القوى صيف سنة 2023 في باريس ،علاوة على الألعاب البارالمبية في 2024 بباريس. وبخصوص المعايير التي يتم بناء عليها اختيار العناصر الوطنية للمشاركة في ملتقى مولاي الحسن، أوضح لمريني أن من بينها على الخصوص الإنجاز والمستوى الحالي للعدائين والعداءات والأرقام المحققة خلال المسابقات الوطنية التي تسبق الملتقى، فضلا عن مراكزهم في قائمة الترتيب العالمي الذي يحدد مستوى مختلف الأبطال. كما تم اختيار العدائين والمسابقات ،التي من المقرر أن يشاركوا فيها، بناء على مستوى المشاركين الدوليين لمنح الفرصة لأكبر عدد منهم لتحقيق نتائج ايجابية وبالتالي الظفر بميداليات، بعد تقسيمهم عقب المعسكرات التدريبية والمشاركات الدولية إلى مجموعات تضم الأبطال الأولمبيين والمخضرمين الذين سبق لهم إحراز ميداليات في الدورات السابقة للملتقى ،فضلا عن أبطال ناشئين أبانوا عن مستوى جيد. ويضم المنتخب المغربي مجموعة من الابطال الذين بصموا على حضور جيد خلال الملتقيات الدولية وحققوا أرقاما قياسية ،وفي مقدمتهم العدائين ،أيوب سادني في مسابقة 400 م (تي 47) و زكريا دريهم في دفع الجلة (إف 33) والأمين الشنتوف 5000 متر ( تي 12).وابتسام الكرعة رمي الجلة والقرص (إف 41). ويذكر أن المغرب كان احتل خلال الملتقى الدولي السادس مولاي الحسن لألعاب القوى للأشخاص في وضعية إعاقة المرتبة الثالثة برصيد 48 ميدالية (10 منها ذهبية و16 فضية و22 برونزية). كما تمكن كل من ايوب سادني وزكرياء الدرهم من تحطيم رقمين قياسيين عالميين على التوالي في مسافة 400 متر- تي 47 (ذكور) و دفع الجلة – إف 33.
ونجح العديد من الرياضيين المغاربة، بالمناسبة ذاتها، في تحقيق الحد الأدنى المؤهل إلى بطولة العالم لألعاب القوى البارالمبية باريس 2023.