باتت جائزة الحسن الثاني للغولف، منذ إحداثها سنة 1971، تقليدا سنويا يستقطب أشهر المحترفين والمحترفات من مختلف ربوع العالم، ورافعة تكرس سمعة المملكة كوجهة لهواة ومحترفي هذا النوع الرياضي. وتعد جائزة الحسن الثاني في حد ذاتها وسيلة للانفتاح على آفاق جديدة وعوالم أخرى من خلال مشاركة ألمع النجوم العالميين، ومناسبة لتعزيز السمعة الطيبة التي يحظى بها المغرب وإظهاره بالمظهر اللائق بفضل التغطية الإعلامية الواسعة من قبل أشهر القنوات التلفزية على الصعيد العالمي.
وستشكل الدورة ال47 لهذا الحدث الرياضي المتميز مناسبة لاستحضار الرعاية التي كان يوليها جلالة المغفور له الحسن الثاني لرياضة الغولف، خاصة وأنه كان واحدا من أبرز الممارسين لها. فبالرغم من أن تاريخ رياضة الغولف بالمغرب يرجع إلى أزيد من 90 سنة حيث ظهرت المسالك الأولى، فلم تكن توجد بالمملكة غداة الحرب العالمية الثانية سوى ثلاثة مسالك للغولف بمراكش وطنجة والمحمدية، ثم مسلكين جديدين بالدار البيضاء أنفا والقنيطرة أنشأهما مجموعة من الجنود الأمريكيين الذين كانوا متواجدين بالمغرب في عز الحرب.
لكن رياضة الغولف لم تعرف نهضتها الحقيقية إلا في السبعينيات من القرن الماضي ، إذ بعد النجاح الذي شهدته الدورة الأولى لجائزة الحسن الثاني، عرفت مسالك الغولف بالمحمدية ومراكش عدة إصلاحات كما تم توسيع مسالك الغولف بطنجة التي أصبحت تتوفر على 18 حفرة، كما ظهرت مسالك جديدة وبالخصوص في المدن العتيقة كفاس ومكناس. عقب ذلك، عرفت مدن الدارالبيضاء وأكادير وسطات وبنسليمان وغيرها من الحواضر المغربية ميلاد مسالك جديدة استقطبت العديد من ممارسي هذه الرياضة من المغاربة والأجانب.
وقد ساهمت جائزة الحسن الثاني، طيلة أزيد من 47 سنة، في ضخ دماء جديدة في شرايين السياحة الوطنية، حيث اختار بعض المستثمرين اقامة مشاريع مرتبطة بسياحة الغولف، عوض الاقتصار على الاستثمار في القطاع السياحي بصفة عامة، كما هو الشأن بالنسبة لمدن الجديدة ومراكش وأكادير وتطوان وطنجة. وللارتقاء برياضة الغولف بالمغرب تم سنة 2001 إحداث "جمعية جائزة الحسن الثاني للغولف" التي يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، حيث ساهمت بشكل كبير في تطوير هذه الرياضة من خلال إحداث الدوري المغربي للمحترفين وإنشاء الأكاديمية الملكية للغولف بمبادرة من النادي الملكي للغولف دار السلام .
ونجحت الجمعية منذ إحداثها في رفع العديد من التحديات، خاصة ما يتعلق بضمان استمرارية تنظيم هذا الموعد الرياضي، الذي يستقطب ممارسين وممارسات من مختلف بقاع العالم، والنهوض برياضة الغولف التي تعدى إشعاعها حدود المملكة لتلامس العالمية. ويرجع الفضل في تألق الممارسين المغاربة في مختلف الاستحقاقات الأوروبية والعربية على الخصوص إلى دعم "جمعية جائزة الحسن الثاني للغولف ، وكذا إلى سياسة تكوين الشباب التي تبنتها الجامعة الملكية المغربية للعبة.
ففي هذا الصدد، تم إحداث شعبة "غولف ودراسة" التي تجمع بين التداريب والتمدرس ، لفائدة المستفيدين الذين ينحدرون في غالبيتهم من أوساط معوزة وتوفير تكوين في جميع المهن المرتبطة برياضة الغولف. كما ساهمت الجمعية بشكل كبير في تطوير هذه الرياضة من خلال إطلاق الدوري المغربي للمحترفين وبطولة المغرب للأندية الأولى سنة 2022 ، فضلا عن إنشاء الأكاديمية الملكية للغولف بمبادرة من النادي الملكي للغولف دار السلام.
واستطاعت الجمعية منذ إحداثها رفع العديد من التحديات، خاصة في ما يتعلق بضمان استمرارية تنظيم هذا الموعد الرياضي والنهوض برياضة الغولف التي ما فتئت تكتسب إشعاعا أكبر وتتبوأ مكانة هامة على الصعيدين الوطني والعالمي. وتعكس مختلف التظاهرات والوطنية والدولية التي تحتضنها المملكة على مدار السنة بالملموس، المكانة التي أصبحت تحتلها رياضة الغولف بالمغرب على الصعيد الدولي، وسمعتها في هذا المجال، خاصة وأن عددا من ممارسي هذه الرياضة المغاربة تمكنوا من إبراز كفاءتهم في هذا النوع الرياضي، كما أن آخرين في طريقهم إلى التألق بفضل جهود هذه الجمعية.
ولم تقتصر جائزة الحسن الثاني منذ إحداثها على مشاركة المحترفين الأجانب، بقدر ما عرفت حضورا متميزا لمحترفين مغاربة أمثال موسى الفاطمي، الذي تألق منذ سنة 1972 من خلال فوزه بعدة ألقاب وطنية ومحمد مقرون المحترف منذ سنة 1982، وبعدهما الجيل الجديد من اللاعبين أمثال محمد السايح ويونس الحساني وعبد الحق الصابي وفيصل السرغيني وغيرهم. وعلى الصعيد النسوي، تم إحداث كأس صاحبة السمو الملكي الأميرة للامريم ، التي تطفئ هذه السنة شمعتها ال26، في سنة 1993 من طرف المغفور له الملك الحسن الثاني، والتي تهدف إلى تثمين مكانة العنصر النسوي في التنمية الرياضية الوطنية.
وولجت المرأة المغربية عالم الغولف منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي، في شخص اللاعبتين الهاويتين مليكة الدمناتي وزبيدة الهلالي اللتين أحرزتا على التوالي البطولة الوطنية للهواة الدرجة الأولى بفئتيها سنة 1986، ومهدتا بذلك الطريق لبروز لاعبات ينافسن نظيراتهن من الممارسات الأجنبيات، ومن بينهن للا سمية الوزاني ومنية أمالو السايح ثم بعدهن مها الحديوي وإيناس لقلاش وانتصار الريش وغيرهن من الجيل الصاعد. 
وستقام الدورة السابعة والأربعين لجائزة الحسن الثاني وال26 لكأس صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم للغولف في الفترة ما بين 6 و11 فبراير المقبل بمسالك الغولف الملكي دار السلام بالرباط. وستعرف هذه الدورة من جائزة الحسن الثاني، المدرجة ضمن بطولات الجمعية الأمريكية للاعبي الغولف المحترفين مشاركة أسماء وازنة من عالم الغولف.
كما تشهد إلى جانب ألمع المحترفين مشاركة عدد من الفائزين السابقين بجائزة الحسن الثاني، على غرار كولن مونتغومري (سنة 1997) ودفيد تومس (سنة 1999) وروجر شابمان (سنة 2000) وسانتياغو لونا، الذي يعد صاحب الرقم القياسي من حيث عدد ألقاب جائزة الحسن الثاني (ثلاث دورات سنوات (1998 و2002 و2003). يذكر أن المغرب يظل حتى اليوم البلد الوحيد الذي احتضن منافسات الرجال والسيدات معا ضمن الدوريات الأوروبية للغولف