تكرس المملكة المغربية، من خلال إسنادها تنظيم خمس دورات متتالية لكأس العالم للسيدات أقل من 17 سنة ما بين 2025 و2029، من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم، نفسها كوجهة مثالية للمسابقات الدولية. وفبعد نهائيات كأس العالم 2030، التي يستضيفها المغرب إلى جانب إسبانيا والبرتغال، وكأس إفريقيا للأمم 2025، وكأس إفريقيا للأمم للسيدات 2024، وكأس إفريقيا للأمم المقبلة لكرة القدم داخل القاعة المقررة في أبريل المقبل، تعزز برنامج المسابقات الدولية في المغرب من خلال هذا الحدث الذي يجمع 24 مشاركا وسيقام كل سنة اعتبارا من دورة 2025.
ووفقا لبلاغ نشره الاتحاد الدولي لكرة القدم، أمس الخميس، فإن هذا الاختيار يأتي في أعقاب دعوة عالمية لإبداء الاهتمام، مع التركيز على "استخدام البنية التحتية لكرة القدم الموجودة لصالح فعالية واستمرارية البطولات". ويتعلق الأمر باعتراف جديد من قبل أعلى هيئة كروية بقدرة المغرب على استضافة الأحداث الرياضية الكبرى، وذلك بفضل الاستراتيجية الرياضية للمملكة في مجال تكوين الشباب وتطوير البنية التحتية، والتي تتيح تقديم جودة تنظيمية عالية، سواء على مستوى البنيات الرياضية والإقامة واللوجستيك. وتندرج هذه الاستراتيجية في إطار الرؤية الملكية في هذا المجال، والتي تشمل، على الخصوص، إحداث أكاديمية محمد السادس لكرة القدم ومركب محمد السادس لكرة القدم، وكذا تشييد وتجديد الملاعب حتى ترقى إلى مستوى المنافسات القارية والدولية المنظمة بالمغرب، بهدف جعل المملكة بلدا مستضيفا للأحداث الكبرى وترسيخ الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص، باعتبارها قاطرة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية. وقد تم الاعتراف بهذه الرعاية الملكية السامية على الصعيد القاري من خلال تسليم صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في مارس 2023 بكيغالي، جائزة التميز للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم لسنة 2022، والتي تشكل تكريسا لأهمية المكانة التي يحتلها المغرب في إفريقيا ولجهود المملكة في مختلف المجالات، وخاصة الرياضة. وتترافق هذه الدينامية في تنظيم المنافسات الدولية مع الجهود الحثيثة التي يبذلها المغرب لمواصلة تطوير بنيته التحتية ومواكبة المعايير القارية والدولية التي تشهد تطورا مستمرا. وفي هذا الصدد، أطلق المغرب مشروعا ضخما يروم تأهيل ستة ملاعب لكرة القدم، تم اختيارها وفق التوجيهات الملكية السامية بمدن طنجة والدار البيضاء والرباط وأكادير ومراكش وفاس، فضلا عن تشييد ملعب جديد ببنسليمان، استعدادا لتنظيم المملكة لكأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030. وسيتم تخصيص ميزانية تقدر بحوالي 9,5 مليار درهم لتنفيذ مشاريع استثمارية تتعلق بتأهيل هذه الملاعب، بما يتوافق مع معايير الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم في الفترة 2023-2025. وسيتم إطلاق عملية تأهيل ثانية في مرحلة تالية وفقا لمعايير الاتحاد الدولي للعبة بميزانية تتراوح بين 4.5 و6 مليارات درهم للفترة 2025-2028. وبالإضافة إلى البنية التحتية، يمكن للمغرب أن يفخر بالتجربة والخبرة التي اكتسبها في تنظيم المنافسات القارية والدولية واسعة النطاق والبث الإذاعي والتلفزي للمباريات، الذي توفره الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، على عكس البلدان الأخرى التي تستعين بشركات خاصة.
كما يجب عدم إغفال السمعة الطيبة التي تتمتع بها المملكة داخل الهيئات القارية والدولية لكرة القدم والشراكات المتعددة التي أبرمتها مع الجامعات الإفريقية، خاصة في ما يتعلق باستضافة المباريات والتربصات التدريبية لمنتخباتها الوطنية والمساهمة في تطوير كرة القدم في القارة، في إطار التعاون جنوب-جنوب الذي دعا إليه جلالة الملك. وفي هذا السياق، يحرص المغرب دائما على تطوير كرة القدم الإفريقية، من خلال تنظيم دورات تكوينية لفائدة المدربين الأفارقة، وندوات تتعلق بكرة القدم واجتماعات اللجنة التنفيذية للكونفدرالية الإفريقية، فضلا عن احتضان المملكة مباريات لمنتخبات إفريقية لا تتوفر على ملاعب معتمدة من الكونفدرالية الإفريقية والاتحاد الدولي لكرة القدم. لا يمكن أن يكون تنظيم الأحداث الكبرى إلا إيجابيا، سواء على الصعيد الاقتصادي أو الرياضي، ولهذا فإن استضافة الدورات الخمس المقبلة من كأس العالم للسيدات لأقل من 17 سنة سيعزز استراتيجية المغرب الرامية إلى جعل الرياضة قطاعا اقتصاديا حقيقيا منتجا للثروة.